الرئيسية » » الترفاس او الجواهر التي تباع على جنبات غابة المعمورة

الترفاس او الجواهر التي تباع على جنبات غابة المعمورة

بواسطة Khemisset CITY يوم الخميس، 11 أغسطس 2011 | 3:06 ص

يسمى «الترفاس» أو «الفقيع» في المناطق التي يوجد بها في المغرب، في حين يطلق عليه «الفقع» في الخليج، والكمأ أو الكمأة كما هو اسمه في الفصحى. ويسمى كذلك في أماكن أخرى خارج المغرب «نبات الرعد»، وهو عبارة عن فطر موسمي فريد وغريب من نوعه يستأثر باهتمام الذين يعرفون مذاقه وقيمته الغذائية.

تكمن غرابة «الترفاس» في استحالة زراعته بطريقة عادية، أي بنقله من حالته الطبيعية البدائية إلى مرحلة الزراعة الحديثة، حيث ينبت في الخلاء والغابات، ويتم البحث عن النوع الجيد منه بواسطة كلاب مدربة على شم رائحته العطرة. وهو نوع خاص جدا من أنواع الفطر التي تستعمل كمادة غذائية، لا يظهر فوق الأرض بل يكون داخل التربة، مما يجعل البحث عنه أشبه باستخراج كنز.

ينمو الترفاس ويأخذ شكل حبة البطاطس، بالقرب من جذور الأشجار الضخمة، مثل شجر البلوط على سبيل المثال. شكله كروي لحمي، وسطحه يختلف بين الأملس أو غير الأملس ويختلف لونه من الأبيض إلى الأسود، ويكون في أحجام تتفاوت وتختلف، وربما يصغر بعضها حتى يكون في حجم حبة توت الأرض (الفراولة) أو يكبر ليكون في حجم البرتقالة.

يعرف مكان «الترفاس» تحت الأرض بتشقق سطح التربة التي فوقها كما يقول الذين يعملون في جمعه بوسط «غابات المعمورة» في ضواحي الرباط. يعرض هؤلاء «الترفاس» بعد جمعه للبيع على الطريق بين الرباط وفاس خاصة قرب بلدة «سيدي علال البحراوي»، التي تبعد نحو 20 كيلومترا شرق الرباط.

يقول أحد هؤلاء الباعة إنهم يعرفون مكان «الترفاس» من خلال تطاير حشرات الناموس، فوق المكان الذي يوجد به، حيث يسهل الحفر وإخراجه. ويتم البحث عنه في مناطق مغربية أخرى، مثل جبال تازة شمال شرقي المغرب، بواسطة الكلاب المدربة على شم رائحة هذا الفطر، وغالبا ما يكون من نوع عالي الجودة، تفوح رائحته، بعد استخراجه، وفي حالة ما إذا بقي تحت الأرض فإن حاسة شم الإنسان العادي لا تتعرف عليه.

يقول باعة الترفاس إن أفضل وقت للبحث عنه هو من منتصف فصل الشتاء إلى منتصف فصل الربيع. أما في المناطق ذات الطابع الصحراوي، مثل «بوعرفة» و«فكيك» في شرق المغرب، فيفضل الباحثون عن «الترفاس» القيام بهذه المهمة قبيل الفجر أو الغروب لأن أشعة الشمس الخفيفة تسهل ملاحظة أي تغير بسيط فوق سطح الأرض أو الرمال. وعند العثور عليه ينبغي حفظه في مكان مظلم وبارد والأفضل وضعه في سلة وليس في كيس بلاستيكي.

يحتوي «الترفاس» على البروتينات بنسبة 9 في المائة ومواد نشويه بنسبة 13 في المائة ودهنيات بنسبة 1 في المائة وعلى معادن مشابهة لتلك التي يحتويها جسم الإنسان مثل الفوسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم. وهو غني بفيتامين (أ)، كما يحتوي على كمية من النيتروجين بجانب الكربون والأكسجين والهيدروجين، وهذا ما يجعل تركيبه شبيها بتركيب اللحم. وطعم «الترفاس» المطبوخ شبيه بمذاقه طعم كلى الضأن. وتختلف أسعاره في العالم، كما تختلف أنواعه وأشكاله وروائحه ومذاقه. إذ يصل سعر الكيلوغرام الواحد في أوروبا إلى حدود 1200 يورو، وفي المغرب يعرض على الطرقات بأسعار لا تتعدى 100 درهم للكيلو أي نحو 12 دولارا. ومعظم من يشتري «الترفاس» من الخليجيين الذين يزورون المغرب أو يقيمون فيه وبعض السياح الأوروبيين وقلة من المغاربة.
 
 الشرق الاوسط
ساهم في نشر الموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
دعم : إنشاء المواقع | قوالب جوني | قوالب ماس | قوالب بلوجر عربية ومجانية
© 2011. Khemisset Press - جميع الحقوق محفوظة
عدله إنشاء المواقع - تعريب قوالب بلوجر عربية ومجانية
بدعم من بلوجر