الرئيسية » » أيقونة مغربية منسية تعيدها للذاكرة شاشات السينما

أيقونة مغربية منسية تعيدها للذاكرة شاشات السينما

بواسطة Khemisset CITY يوم الأربعاء، 19 أكتوبر 2011 | 10:54 ص

عرضت القاعات السينمائية المغربية مؤخرا فيلم 'العربي" لمخرجه ادريس المريني. الفيلم يتحدث عن قصة العربي بنمبارك، لاعب كرة القدم الدولي الذي كانت الصحافة الدولية تلقبه "الجوهرة السوداء" والذي حقق إنجازات كروية قياسية في مارسيليا وباريس ومدريد، قبل أن يموت  في مطلع التسعينات من القرن الماضي، مجهولا فقيرا لا يعرفه أغلب المغاربة.

لن نتكلم عن اللغة السينمائية للفيلم لأني أفضل أن نتركها لأهل الاختصاص. لكن هذا الأخير يثير قضية مهمة تستحق النقاش، هي علاقة السينما والتلفزيون في المغرب بتاريخنا.

لاحظوا أن إبداعنا المرئي (تلفزيون، مسرح وسينما) لا يتطرق، إلا في بعض الإستثناءات القليلة، لتاريخنا ءسواء الحديث منه أو البعيد. كم من الناس كانوا يعرفون العربي بنمبارك ونجاحاته الدولية قبل فيلم "العربي"؟ كم من المغاربة يعرفون أنه حصل على لقب "رياضي القرن" من طرف اللجنة الأولمبية الدولية؟ نتكلم اليوم بإعجاب عن ميسي ومارادونا وغيرهم، في حين أننا في منتصف القرن الماضي كانت لنا أسطورتنا الحقيقية، التي لا نستطيع حتى الافتخار بها لأننا لا نعرفها أساسا.

في بلدان أخرى، كانت مسلسلات وأفلام كثيرة ستنجز لتتطرق لحياة بطل مثل العربي بنمبارك، لتخلق منه نجما وأسطورة تذكي أذهان الصغار والكبار. في بلد يفتقر لأبطال في مختلف الميادين السياسية والاجتماعية والرياضية والفنية والأدبية (رغم وجودهم على أرض الواقع)، فإن السؤال يستحق فعلا أن يطرح: متى سيقرر إعلامنا وإنتاجنا الدرامي والسينمائي أن يعيد للحياة أبطالَنا وأن يجعلنا نفتخر بالانتماء لنفس الأرض التي أنحبتهم؟ متى ستمكننا صورتنا المعكوسة على الشاشة من أن نطور الحلم بأن نفعل يوما مثل هؤلاء؟ لماذا لا يمنحنا تلفزيوننا ولا تمنحنا سينمانا أسباب كافية للفخر بأسماء أخرى في تاريخنا؟ محمد الركاب والمهدي بنبركة وسعيد عويطة وعبد الكريم الخطابي ومحمد شكري وغيرهم...

من المؤكد طبعا أن المنطلق الأول الذي لا نزاع فيه هو حرية الإبداع. لا يمكننا أن نطالب مخرجا أو سيناريست بأن يكتب مواضيع أو يخرج أفلام عن تيمات معينة. الفنان يحتاج تنفسَ الحرية لكي يبدع. لكننا نستطيع تصور برامج دعم لأعمال فنية تتطرق لتاريخنا ولشخصياتنا الأدبية والفنية والسياسية وغيرها. نحن في المغرب قد نعرف مثلا قصة تأميم قناة السويس ونكسة 67 وقصة حياة جمال عبد الناصر وأنور السادات، أكثر مما قد نعرف البورغواطيين وابن بطوطة والسيدة الحرة وفاطنة بنت الحسين ومحمد زفزاف وعبد الرحيم بوعبيد.

لدينا في تاريخنا أشياء كثيرة وشخصيات كثيرة تستحق أن ننقلها بالصورة والصوت على شاشاتنا الكبيرة والصغيرة. هذه أشياء تدخل في خانة اسمها "استراتيجية ثقافية للدولة". وفي الموضوع كثير من الكلام....

سناء العاجي
ساهم في نشر الموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
دعم : إنشاء المواقع | قوالب جوني | قوالب ماس | قوالب بلوجر عربية ومجانية
© 2011. Khemisset Press - جميع الحقوق محفوظة
عدله إنشاء المواقع - تعريب قوالب بلوجر عربية ومجانية
بدعم من بلوجر