الرئيسية » » وزراء وسياسيون يقودون حملة تحت شعار: «الشعب أراد...»

وزراء وسياسيون يقودون حملة تحت شعار: «الشعب أراد...»

بواسطة Khemisset CITY يوم السبت، 9 يوليو 2011 | 4:15 م

في سياق الثورة المعلوماتية التي أحدثتها الشبكة الاجتماعية «الفايسبوك» لصاحبها الشاب الأمريكي مارك زوكيربورغ، صمم العديد من الزعماء والقادة السياسيين والنقابيين والوزراء المغاربة صفحات للتواصل عبر «النيت». وبينما لوحظ تفاعل بعض الوزراء والقادة السياسيين مع انشغالات وانتظارات المغاربة، يسجل بامتعاض كبير لجوء البعض الآخر إلى تحويل صفحاتهم إلى ما يشبه الثكنات العسكرية التي لا تقبل طلبات أعضاء قد يزعجون «السادة الوزراء والزعماء السياسيين» بأفكار وطروحات قد لا تتناغم مع طموحاتهم السياسية، وحتى إن تم قبول طلبات العضوية فإن بعضهم سرعان ما يفضل نهج سياسة الأذن الصماء تجاه ما ينشر من تطلعات ومطالب شعبية.

 
«الوطن الآن» -وفي حمأة النقاش الدائر حاليا حول الإصلاحات الدستورية والسياسية- زارت العديد من صفحات الوزراء والقادة السياسيين واستقرأت برامجهم السياسية وتصوراتهم وحملات تعبئتهم ومدى تجاوب رواد الشبكة العنكبوتية معهم. أزيد من ثلاثة ملايين ونصف مغربي- وهو عدد المغاربة المنخرطين في «الفايسبوك»- باتوا، مع الفورة التي يعرفها الشارع المغربي، هدفا لوزراء وسياسيين من أجل تحقيق «التواصل المؤسساتي»، سواء تعلق الأمر بقضايا حزبية أو حكومية أو دستورية. إذ ترسخت القناعة لدى هؤلاء المسؤولين بنجاعة لائحة الأدوار التي يقوم بها الفايسبوك بتنام واطراد خلال هذه المرحلة المفصلية والدقيقة، إضافة إلى قوة تأثيره على شريحة واسعة من الشباب، وبالتالي على صناعة القرار.

فما هي إذن حكاية هذا «الفايسبوك»؟ وما السر في تحول هذا الموقع الاجتماعي إلى قبلة للوزراء والسياسيين؟

في سنة 2010، أقدم المخرج الأمريكي دافيد فينشر على إنجاز فيلم بعنوان «الشبكة الاجتماعية» يتتبع فيه خطوات منشئ الفايسبوك، انطلاقا من مرحلة دراسته بجامعة هارفارد. في هذا الفيلم بدا «زوكربيرغ»، في اللقطات الأولى، كما لو كان مشدودا إلى نداء شخصي: أن يخلق أداة للتواصل بين زملائه، محتفظا بالشفرات السرية التي جعلته، منذ اللحظة الأولى لهذا الابتكار، مالكا ماديا ورمزيا لهذه الأداة الجديدة.

في سنة 2006، وبالعودة إلى المسار الواقعي لمارك نفسه، فرضت الاستجابة الواسعة للطلبة الأمريكيين على هذا الشاب أن يطور أنظمته المعلوماتية، باتجاه تعميم الشبكة في ربوع الولايات المتحدة الأمريكية، ثم على امتداد العالم برمته، وبذلك صار الولوج بإمكان الجميع. كانت إذن نقطة الانطلاق: منح الطلبة وسيلة للتواصل مع زملائهم، ثم تحول الأمر إلى أداة للتواصل بين ساكنة المعمور بمختلف مكوناتهم العرقية واللغوية والجغرافية، إلى أن صار الفايسبوك لغة عالمية مشتركة. إن المنخرطين في هذا الشبكة على امتداد العالم يصلون إلى أكثر من سبعمائة مليون، مما يبرز أن المبتكر الجديد يعبر أولا عن حاجة تواصلية تجاوزت الوسائطيات التقليدية، بدءا من البريد العتيق، ثم البريد الإلكتروني. كما يعتبر هذا المبتكر تجسيدا فعليا ومتطورا لمقولة إن العالم قرية صغيرة، يتحرك فيها المواطنون الافتراضيون بكل حرية.

في سنة 2009، سيتحول الفايسبوك لأول مرة من «الشأن العائلي» إلى «الشأن السياسي» إثر اندلاع التظاهرات بإيران، احتجاجا على نتائج الانتخابات العامة التي اعتلى بموجبها محمود أحمدي نجاد سدة الرئاسة لثاني مرة. النظام الشمولي في إيران يملك، في المطلق، قناة تلفزيونية واحدة، ووكالة أنباء رسمية واحدة، وجريدة واحدة لكن الفايسبوك خرج عن الطوق وجعل المشهد الإيراني مشتعلا ومفتوحا أمام العالم.

في تونس اهتدى خبير معلوماتي شاب، اسمه سليم عمامو (33سنة) إلى إنشاء مدونتين على الفيس وتويتر للتنديد بالنظام الديكتاتوري لبن علي. كانت ثمة شراسة إلكترونية في مواجهة شراسة نظام بوليسي يمسك بقبضة من حديد على كل وسائل الاتصال. سليم عمامو انتصر افتراضيا، رفقة زملاء له، في إسناد حركة الشارع التونسي وإعطائها امتدادا أكبر. وقد تم اعتقاله يوم 6 يناير بتهمة تدمير وقرصنة مواقع حكومية إلكترونية، ولم يفرج عنه إلا يوم واحد قبل رحيل بن علي (14 يناير). وحين قامت الحكومة المؤقتة لمحمد الغنوشي، صار سليم كاتبا للدولة للشباب. وهو ما اعتبره شباب الفيس التونسي انتصارا لمعركتهم الافتراضية - المادية. فيما رأى آخرون أنه خان رسالتهم وأذعن إلى النداء الماكر للسلطة.

في السياق المصري، لعب وائل غنيم (31 سنة) نفس الدور الافتراضي، وهو مهندس معلوماتي ومسؤول التسويق لشركة غوغل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. لقد قاد هذا الشاب معركة افتراضية باسم مجهول كان له الفضل في تعبئة الشارع بتظافر جهود أسماء شبابية أخرى، كانت هي التي دعت، على الأنترنيت، إلى انتفاضة 25 يناير بدون أن يكون أحد منهم يعرف الآخر.
ومع توالي الانتفاضات على امتداد العالم العربي واصل الفايسبوك مهام تبادل الصداقة ونسج علاقات العائلة والتفاعل مع الفعل السياسي إلى أن تفجرت في المغرب حركة 20 فبراير. كان ميلاد هذه الحركة فيسبوكيا، وذلك أواخر سنة 2010، بإصدار أرضية مشتركة بتوقيع حوالي 140 من رواد الفيس. وهي الحركة التي خلقت معادلات جديدة في نظام المطالب، وفي تعبئة الشارع المغربي، وفي تحفيز الأحزاب والنخب والدولة على الإسراع في الاستجابة لنداء الإصلاح.

يتداول المصريون نكتة عميقة. ففي يوم الحشر، سأل السادات مبارك: هل سقطت بفعل سم أو انقلاب؟

أجاب مبارك: بفعل الفايسبوك.

حركة 20 فبراير التي انطلقت من الفايسبوك خلقت معادلات جديدة في نظام المطالب السياسية والدستورية
 
 الوطن الان
ساهم في نشر الموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
دعم : إنشاء المواقع | قوالب جوني | قوالب ماس | قوالب بلوجر عربية ومجانية
© 2011. Khemisset Press - جميع الحقوق محفوظة
عدله إنشاء المواقع - تعريب قوالب بلوجر عربية ومجانية
بدعم من بلوجر