الرئيسية » » الخميسات التسول ظاهرة اجتماعية مستشرية والأرقام مرشحة للارتفاع

الخميسات التسول ظاهرة اجتماعية مستشرية والأرقام مرشحة للارتفاع

بواسطة Khemisset CITY يوم الخميس، 14 يوليو 2011 | 6:13 م


يعد التسول ظاهرة سلبية تعرفها جميع المدن المغربية بنسب متفاوتة إفراز ديناميكي طبيعي لسياسية اقتصادية هشة لكنه في عاصمة زمور تحول إلى مهنة لها أدبياتها وطقوسها الخاصة ولها خصائصها وأدواتها فتطور الشحاذة وصعوبة الوصول إلى المبتغى دفع بالمتوسلين إلى ابتداع وإنتاج سيناريوهات لمسرحيات محبوكة وممثلين بارعين يتفننون في اقتناص الفرص ويبتدعون وسائل وتقنيات احتيالية لاستدرار الشفقة وكسب تعاطف المارة باللعب على أوتار ونغمات متعددة تتنوع بتنوع استهلاك المحسنين وذوي الأريحية لنفس المقالب المتناقلة والملقنة والمحفوظة بطريقة ميكانيكية.


ويمكن تصنيف المتسولين إلى عدة أصناف منهم الشحاذون الذين يعرضون عاهاتهم وعجزهم على الراجلين وخصوصا من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يشكلون قاعدة عريضة ويتحدرون في الغالب الأعم من الأحياء الشعبية والجماعات القروية المجاورة ويمارسون نشاطهم في الأزقة والشوارع التي تعرف حركة ورواجا تجاريا وأيام الجمعة يتمركزون أمام أبواب المساجد وينتظرون أن يتكرم ويجود عليهم المصلون ببعض الدراهم وهذه الأماكن التي يتمترسون فيها غالبا ما تقع عليها نزاعات لأنها محفظة للمتسولين الأقوياء، وهناك عينة أخرى تمارس نشاطها في الشوارع وتعمل على تمشيط الطرقات ذهابا وإيابا عارضة عاهاتها على المارة في المقاهي .

وحسب المعطيات المتوفرة فان التسول لم يعد حكرا على الفئات المقصية اجتماعيا وذوي الاحتياجات الخاصة بل أصبح موردا مهما للأصحاء ومنهم الشباب على الخصوص المدمنون على المخدرات بشتى أنواعها من كحول وحبوب الهلوسة هذا الصنف يشكل خطرا وتهديدا خطيرا على المواطنين لان ردات الفعل لديهم غالبا ما تتسبب في إسقاط الضحايا خصوصا من النساء اللواتي تقيين شر هذه العينة بمنحها بعض الدراهم، ونظرا لان المحسنين ضاقوا ذرعا بكثرة المتسولين الذين يعترضون الطرقات ويلتصقون بتلابيبهم فإنهم يفضلون التعاطي مع المسنين والمعاقين غير أن هذه الفئة بدورها ابتدعت طرقا احتيالية تتمثل بالأساس في استئجار الأطفال الصغار مقابل اجر مادي متفق عليه مسبقا يدفع عدا ونقدا لذويه كل مساء أو قبل الكراء ويتم عرضهم في الشارع العام بدعوى أنهم يتامى الأب وفي هذه العينة من محترفي التسول تتواجد نساء جار عليهن الزمن غالبا ما لفظهن ميدان الدعارة وتحولن إلى شحاذات لكنهن قلة قليلة غير أن ما يفلت الانتباه في مجال التسول أن الشحاذ لم يعد ذلك المواطن المتسخ الذي يرتدي أسمالا مرقعة بل أصبحنا نشاهد متسولين في كامل أناقتهم وزينتهم ويتحدثون بأدب وبلغة عميقة ساردين فصلا من مشكلاتهم مع شيق ذات اليد والأب أو الأم الطريح الفراش والتكلفة العلاجية الباهظة الثمن ويلتمس منك التعاون معه في شراء الأدوية عارضا وصفة طبية تفوق تكلفتها في الغالب راتب موظف في السلاليم الدنيا وبفعل انتشار هذه الوسيلة واستعملها بشكل مفرط من قبل المتضررين والمحتالين فإنها فقدت مصداقيتها ولم تعد فعالة مثلما فقدته مثيلاتها في الشحاذين الذين يرابطون بالمحطة الطرقية ويتربصون بالغرباء مدعين أن حافظة نقودهم انتشلت ولم يعد بمقدورهم السفر إلى الديار وهم في الغالب محترفون في مجال النصب والاحتيال لكن هذه التقنية بدورها أصبحت مستهلكة ، لكن بقدر ما تنفضح بعض الأساليب المتطورة في الشحاذة تبتكر أساليب أكثر نجاعة وتأثيرا وقد ظهرت في السنوات الأخيرة ظاهرة المتوسلات المتحجبات اللواتي يقمن بتدوين جزء من مشكلاتهن على الورق ويتم استنساخ نماذج منه ويعرض في المقاهي والدكاكين والمؤسسات العمومية وغيرها من الإدارات وبفعل المردودية الكبيرة من هذه العملية بان الشحاذين المتربصين بكل جديد استعملوا العملية بطريقة مبتذلة مما افقدها مفعولها .

في جانب آخر تعرف الحانات نماذج وعينة من المتسولين الذين يستغلون السكر الطافح للزبناء فيبدؤون في الطواف عليهم واحدا تلو الآخر وعندما يجمعون مبلغا معينا ينفقونها في الجعة أو غيرها من أنواع الخمور، مثلهم في ذلك مثل متسولي الأحياء الشعبية الذين يطوفون صباح مساء في الأحياء الراقية يستجدون قطع الخبر والملابس الرثة ويقومون بيعها في الأسواق والمحلات التجارية المخصصة لاقتناء المتلاشيات والخبز اليابس.

نعتقد أن التسول بمدينة الخميسات يحتاج إلى معالجة شمولية تضع في الحسبان الوضع الاقتصادي العام بالإقليم الذي يعرف أعلى معدات البطالة وظهور آفات اجتماعية لا تقل تمظهراتها عن التسول في صوره وأبعاده التي تعكس غياب رؤية تنموية وغياب مراكز الإيواء الخاصة بالعجزة وغيرهم من المشردين والحماق الذين تكاثر عددهم في السنوات الأخيرة نتيجة صمت السلطات المحلية.

 الحسان عشاق
ساهم في نشر الموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
دعم : إنشاء المواقع | قوالب جوني | قوالب ماس | قوالب بلوجر عربية ومجانية
© 2011. Khemisset Press - جميع الحقوق محفوظة
عدله إنشاء المواقع - تعريب قوالب بلوجر عربية ومجانية
بدعم من بلوجر