هل المجتمع المغربي يقبل الافطار العلني في رمضان ؟

بدأت تدب في أوصال المجتمع المغربي بعد العادات الغريبة عنه وعن دينه وكيانه بوجه عام، تتعلق بمجموعة من المعتقدات والأفكار التي تنادي بالتحرر وتدعي الانفتاح والحداثة والديمقراطية، وما الأمر إلا تفسخ ورجعية وصد عن طريق الصواب ومن هذه الأمور الدعوة إلى مقاطعة شهر الصيام والعبادة جهرة وبدون عذر يذكر والإفطار في رمضان جهرة واستخفاء يستخفون من الناس، والله محيط بما يعملون، مع أن الله سبحانه وتعالى يقول: "الصوم لي وأنا أجزي به"، وخص هذا الشهر بفضائل وحسنات جمة كما في قوله صلى الله عليه وسلم : (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه).

 حنان النبلي نادية: صحافية مشكلتنا أننا انفتحنا على عادات غريبة مشكلتنا أننا انفتحنا على عادات غريبة وبدأنا نطبقها رغم تعارضها مع السنة والشرع، ويمكن أن نرجع الأمر إلى عدة عوامل وفي مقدمتها عامل التربية وضعف الشخصية والوازع الديني، حيث يصبح الإنسان عرضة لمجموعة من المؤثرات التي تهز عقيدته فيفقد طريق الصواب، رغم أن الدين واضح القواعد والأركان، ومناقشة الإفطار بدون عذر هو حوار عقيم لا غاية ترجى من وراءه، والعديد من الناس يعلنون عن رفضهم لهذه الشعائر الدينية وتمردهم عليها، وبصراحة أنا لا أتفق مع الفئة التي تريد أن تنادي بالديمقراطية في غير محلها، الديمقراطية في المعتقد والدين، ويجب أن لا نغفل كوننا مجتمع إسلامي مسلم ولنا شهر واحد أنزل فيه القرآن وفيه ليلة خير من ألف شهر، وهناك من ينتظره ولا يصل له رغبة في تحصيل أجره وثوابه، كما ثبت حسب روايات عدة أن مثل هؤلاء الأشخاص الذين لا يصومون رمضان دون رخصة أو عذر شرعي بغض الطرف عن عظم ذنبهم لا تكون عاقبتهم على خير، فالصيام راحة للقلب والجسم وزيادة في التقرب من الله والابتعاد عن معاصيه والإحساس بالفقراء.

 

شيماء: مصممة إشهار الإفطار دون عذر من كبائر الذنوب يبدو لي الأمر مرعبا جدا، لأنه يتعلق بركن من أركان الإسلام فترك الصوم من كبائر الذنوب، وقد روى ابن خزيمة وابن حبان عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان فأخذا بضبعي (الضبع هو العضد) فأتيا بي جبلا وعرا، فقالا: اصعد. فقلت: إني لا أطيقه. فقالا: إنا سنسهله لك. فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار. ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دما، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم، وقال الألباني رحمه الله معلقا: "أقول: هذه عقوبة من صام ثم أفطر عمدا قبل حلول وقت الإفطار، فكيف يكون حال من لا يصوم أصلا؟! نسأل الله السلامة والعافية في الدنيا والآخرة".

 

ياسين: مصمم إشهار الصيام عبادة يختبر فيها الإنسان نفسه الصيام عبادة يختبر فيها المسلم الصائم نفسه، وهو يؤدي هذه الفريضة العظيمة، ومن يفكر في غير ذلك فليستحضر قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون، وما من شيء شرعه الله إلا فيه خيرا كثيرا، وعلى من يفكر في الإفطار في رمضان أن يخشى الله، ويستحضر عظمة هذا الشهر الذي خصه الله تعالى، وليراجع نفسه ويجاهدها على تحقيق ما شرع الله ويتجنب الاقتداء الأعمى. 

 

ادريس: كاتب مفوض قضائي محلف ليس للقانون الوضعي دخل في الشريعة الإسلامية الشرع هو ما شرعه الله عز وجل في كتابه العزيز، وليس للقانون الوضعي أي دخل في الشريعة الإسلامية، وهذه الأساليب التي يتعلل بها من يفطر في رمضان من حرية الرأي ودمقرطة الصيام أو الهروب إلى الدول الأوروبية قصد الهروب من الصوم ماهي إلا أساليب ملتوية ودخيلة على مجتمعنا وعلى ديننا، ومن وجهة نظري فمن يفطر عنوة فو مرتد عن دين الله، ويجب ما قال فيه الله تعالى، وليس بوسعنا إلا أن ندعو لهم بالهداية ونهج الطريق المستقيم.

 

محمد: مسؤول قسم البرمجيات الإفطار عمدا موجة حداثية مريضة في حقيقة الأمر لا أجد للأمر أدنى مبرر، فلا الشرع أو القانون يخول الإفطار في شهر جعله الله طهرة للناس من الأدران، وتداركا لما فاتهم واغتنام الفرصة لجمع المزيد من الأجر والثواب، والإفطار عمدا ودون عذر شرعي ليس له تفسير إذ هو موجة حداثية مريضة تمس الدين الإسلامي وتجد من يؤيدها ويدعمها. 

 

هشام: أستاذ الإفطار عمدا إشاعة للفاحشة والفتنة الذين لا يصومون رمضان يواجهون مشكلة في العقيدة، وإسلامهم ناقص لأن أركان الإسلام خمسة واضحة ومعروفة، ولا يمكن للإنسان أن يؤمن بركن ويترك آخر، أو أن يكيف الدين على هواه. والذين ينادون بالإفطار الجماعي في شهر رمضان دون مسوغ شرعي يساهمون في إشاعة الفاحشة ونشر الفتنة بين أوصال المجتمع المغربي الإسلامي، وإذا كان الصيام مسألة شخصية بين الإنسان وربه إلا أنه ليس من حقه أن يفطر عنوة ويشيع الفاحشة بين الناس، لأن الله قال إذا ابتليتم فاستتروا.. 

 

خالد ابن بلا: ممثل شركة الصوم دعامة من دعامات الإسلام إن الذين يفطرون رمضان عن عمد و دون رخصة شرعية سواء كان ذلك علنا أو سرا هم ضعاف نفوس وخارجون عن الطريق الصحيح، لأن الصوم أهم دعامات الإسلام التي أمر بها الله عز وجل حيث قال في الحديث القدسي (كل عمل بن آدم له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به). وأدعو كل هؤلاء إلى التوبة، فهذا الشهر شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار. 

 

سفيان: صيدلاني الإفطار فعل شاذ يفسر بضعف الجانب الديني أعتقد أن مفطر رمضان بدون عذر ينال جزاءه في الدنيا قبل الآخرة، لأن الصوم فريضة لا يتسامح معها الشرع أو المجتمع لخصوصيتها، ومازال الناس لا يتقبلون الإفطار العلني لاعتباره فعلا شاذا لأنه يفسر بضعف العزيمة والإرادة ونقص في الجانب الديني والأخلاقي.

 

أحمد: نادل مقهى عقاب المفطر يكون في الدنيا قبل الآخرة في نظري الأشخاص الذين يفطرون عمدا في رمضان يفتقدون إلى الوازع الديني، ولا يخافون عاقبة هذا الأمر، وعقابهم سيكون شديدا عند الله ونطلب لهم الهداية والرجوع إلى طريق الصواب، فالناس يتسامحون في أمور كثيرة ولا يتسامحون مع مفطر رمضان، ويرفضون التعامل معه إن هو أعلن عن الأمر.

هل أنت مع أم ضد الإفطار في رمضان؟ مارأيك فيمن يطالبون بالإفطار جهرة ودون عذر شرعي عماد المعزوزي دكتور صيدلي الصيام مصحة ربانية عظيمة يعتبر شهر الصيام بحق مصحة ربانية للوقاية و العلاج من العديد من الأمراض التي غالبا ما تكون مزمنة ومكلفة، وفرصة سنوية لأعضاء الجسم لاستعادة توازنها وتجديد خلاياها وتخلصها من السموم، و قد أثبتت الأبحاث أن صوم يوم واحد يطهر الجسم من فضلات عشرة أيام. وتجمع الدراسات يوما بعد يوم على الإعجاز العلمي للصوم وتأثيره المباشر على الصحة البدنية والنفسية للصائم, مؤكدة القاعدة النبوية (صوموا تصحوا).

 

وعلى المستوي البدني فإن الصوم يحمي من مرض السكري، وذلك بخفض نسبة السكر في الدم وإراحة البنكرياس الذي يفرز الأنسولين اللازم لتحويل السكر إلى دهنيات ونشويات التي تخزن في أنسجة الخلايا, والذي كلما استهلك بكثرة أحدث خللا نجم عنه عبر الوقت الالتجاء لحقن الأنسولين، يساهم الصوم كذلك في استهلاك مخزون الدهون، الشيء الذي يؤدي إلى انخفاض مستوى الكولسترول، وبالتالي تدفق الدم والأوكسجين إلى الخلايا، مما يحمي من الضغط وتصلب الشرايين والجلطات الدماغية، ويخفض من إفرازات الكبد والمعدة، مما يبطئ حركة الأمعاء و بالتالي إراحة للجهاز الهضمي وعلاج لالتهابات المعدة (قرحة,حموضة...) وانتفاخات البطن، فضلا عن تنشيط وظيفة الكبد الذي يعمل على أكسدة الدهون وإزالة السموم التي يتخلص منها عبر الكلي والجهاز البولي، والحماية من الفشل الكلوي بإراحة الكليتين وتخلصهما من كل الرواسب والسموم وبعض الأحماض التي قد تشكل خطرا كحامض الإيريك (حامض البول) الذي يساهم ارتفاع معدله في مرض النقرس وهو الناجم عن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء، والوقاية من السمنة باستهلاك الجسم لمخزونه من السكريات والدهنيات وتحويلها لطاقة في عمليات الإستقلاب مما يحمي الجسم من أمراض القلب والتشمع الكبدي، ويرفع من مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية كالإكزيما والصدفية، فضلا عن ذلك يساعد الصوم على تقوية المناعة وعلاج لالتهابات المفاصل والضغط وبعض أمراض الحساسية وضيق التنفس.

 

أما على المستوى النفسي، فيعتبر رمضان فرصة للالتزام الروحي والأخلاقي، مما يؤثر على الصحة النفسية ويعطي شحنة إيجابية تدفع على العطاء وفعل الخير والإحساس بالرضا عن النفس, والإقلاع عن مجموعة من العادات السيئة كالتدخين والإفراط في تناول القهوة والشاي, هو ما يجعله علاجا للعديد من أمراض العصر كالاكتئاب والتوتر والقلق، وهي أمراض تحتاج عادة لعلاج طبي مكلف وطويل الأمد، إن مناجاة النفس طيلة شهر كامل في جو يتميز بطقوس دينية واجتماعية استثنائية لكفيل بإعادة التوازن والاطمئنان والسكينة الذي يفتقدها الصائم طيلة السنة ويمكنه من تكوين مناعة وخبرة ذاتية لمجابهة جل المشاكل التي قد تعترضه.

 

فضائل الصوم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جن ، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه) متفق عليه ومعنى إلا الصوم فإنه لي، أي إن حسابه عند الله بغير المضاعفة المعلومة الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، بل هو أعظم من ذلك بكثير، وقد ورد ما يدل على هذا المعنى في رواية الترمذي ولفظها (إن ربكم يقول: كل حسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والصوم لي وأنا أجزي به) . وذلك كما يقول الملك أعطوا الناس أعطياتهم بكذا وكذا، إلا فلان فأنا سأعطيه، وفي ذلك إشارة إلى أن العطاء سيكون كبيرا بغير حساب، ولهذا قال تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) والصيام عبادة الصبر. وأما ليلة القدر فهي في ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان، وكثير العلماء يقولون إنها في ليلة السابع والعشرين من رمضان، ومعنى كونها خير من ألف شهر، بيان فضلها وأن العبادة فيها مضاعفة كعبادة العابد في ألف شهر، فمن قامها فكأنما قام ألف شهر، ومن ذكر الله فيها أو قرأ القرآن أو دعا فكذلك، وهذا من فضل الله تعالى علينا. 

 

استقصت مجلة  مغربية عينة من المجتمع المغربي حول الإفطار علنا في رمضان الكريم، وحول القانون المغربي الذي يجرم هذا الفعل فكانت النتائج كالتالي: هل أنت مع أم ضد من يطالب بالإفطار جهرة؟
- ضد الإفطار جهرا في رمضان: 86%
- مع، وأعتبره حرية شخصية: 7%
- لا أدري: 9%
كيف ترى الفصل 222 من القانون الجنائي الذي يحرم الإفطار العلني برمضان ويعاقب مرتكب هذا الفعل بالسجن ما بين شهر وستة أشهر وغرامة مالية ما بين 12 و120 درهما؟
- أنا مع هذا الفصل: 93%
- أنا ضده، وأعتبر هذا مسا بالحرية الشخصية: 6%
- لا أدري: 1%