تعتبر النساء الصيد الأسهل للسارق، حيث عادة ما تستسلم المرأة لهذا الأخير خوفا من التعرض للهجوم بالسلاح أو الاختطاف والاغتصاب.وتنشط العصابات الإجرامية المتخصصة في السرقة في الأسابيع التي تسبق رمضان وخلاله بشكل كبير. فمع تكدس الأسواق بالنساء واللواتي يخرجن بكثافة تكثر الوجوه الغريبة وتتعرض النساء للسرقة باستغفالهن أثناء قيامهن بالتسوق أو باعتراض سبيلهن والتهديد بالسلاح.
التهديد بالسلاحتعرضت لمياء مستخدمة بشركة خاصة لحادث مؤسف استخدم فيه السارق سلاحه الأبيض. فبعد رفضها إعطاء الهاتف للسارق ثار هذا الأخير في وجهها وقال: ” سأعطيك شيئا للذكرى”، فأخرج سكينه وضربها في وجهها وهرب…ونفس الشيء حدث مع عائشة ربة بيت حيث حاولت الهروب من السارق الذي اعترض سبيلها وهي متجهة نحو السوق. تقول عائشة عن الحادث :” حاولت الهروب منه وعندما لحق بي رجوته أن يتركني لكنه أخذ النقود وضربني بالسلاح في وجهي وفر تاركا الدماء تسيل من وجهي”.
أما سناء موظفة فتقول “وأنا في طريقي للعمل اعترض سبيلي شاب يركب دراجة قديمة،حاولت أن أتجاهله فواصلت المشي إلى أن نبهني مهددا أنه يحمل سلاحا فتوقفت. فسرق نقودي وهاتفي النقال دون أن أعترض على ذلك خوفا من انتقامه بالسلاح”.
لا نحس بالأمان
وعن الإحساس الذي يجتاح النساء اللواتي تعرضن للسرقة تقول لمياء:”أحس أننا نعيش في غابة كبيرة، والمرأة أكثر تضررا لضعفها الفزيولوجي أمام الرجل. ولأن السجون لا تخيف هؤلاء المجرمين فإنهم يدخلونها ويخرجون منها دون أن يرف لهم جفن. أما النساء اللواتي تعرضن للسرقة فإن الخوف يستوطن في قلوبهن وخاصة اللواتي تعرضن للهجوم بالسكين فإن الجرح يبقى غائرا في أعماقهن ويحتجن للكثير من الوقت لنسيان الحادث…”
المغاربة داخلين سوق راسهم
وتقول حنان وهي مربية أطفال أن “المجتمع المغربي تغير كثيرا وأن المغاربة أصبحوا أنانيين لدرجة أنهم يتفرجون على الجرائم وهي تحدث أمامهم ولا يحركون ساكنا لمساعدة الضحية”.
وتضيف “تعرضت للسرقة في حي يكتظ عادة بالناس، باغتني السارق وهو يحمل سكينا في يده، حاولت الهرب برفقة صديقتي لكنه انتزع مني حقيبتي بالقوة أمام أعين المارة. وكان هناك رجل يطل من نافذة بيته يشاهد مصيبتي وكأنه يشاهد فيلما أمريكيا ممتعا. فسرقت حقيبتي وسرق الهاتف النقال والنقود والبطاقة الوطنية وجواز السفر…”
بعد الحادث…القلق المرضي يهددهن
وتعاني الكثير من النساء اللواتي تعرضن للسرقة بعد الحادث من مشاعر سلبية تسيطر عليهن حيث يسقطن ضحايا للقلق المرضي، وهو يختلف كثيرا عن أحاسيس القلق الطبيعية المرتبطة بموقف معين. فأمراض القلق هي أمراض يختص الطب بعلاجها ولهذا الاعتبار فإنها ليست طبيعية أو مفيدة.
وتشمل أعراض مرض القلق الأحاسيس النفسية المسيطرة التي لا يمكن التخلص منها مثل نوبات الرعب والخوف والتوجس والأفكار الوسواسية التي لا يمكن التحكم فيها والذكريات المؤلمة التي تفرض نفسها على الإنسان والكوابيس، كذلك تشمل الأعراض الطبية الجسمانية مثل زيادة ضربات القلب و الإحساس بالتنميل والشد العضلي.
وتنشأ هذه الأمراض من تغيرات بيوكيميائية في الدماغ، وكذلك من الوراثة، ومن التركيبة النفسية العامة للفرد، ومن تجارب الحياة.ويتصف كل مرض من أمراض القلق المرضي بمجموعة معينة من الأعراض، كما هو الحال في جميع الأمراض، وتختلف شدة ومدة الأعراض باختلاف الأفراد.
ويتميز القلق بوجود أعراض نفسية وجسمانية. و تشمل المخاوف غير الحقيقية والذكريات التي تفرض نفسها على شكل صور مرئية تظهر وتختفي بسرعة للتجارب الصعبة في حياة الإنسان.
هذا وتشمل الأعراض الجسمانية اضطرابات النوم وسرعة ضربات القلب وكأن المرء في سباق، وضيق النفس، والإحساس بالهياج والحركة الدائمة، وجفاف الفم ، والتنميل أو الإحساس بالخدر أو الوخز بالذراعين والقدمين، والمشكلات المعوية المعدية، والشد العضلي.
فاطمة الزهراء الزعيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق