احتج العربي الركيك؛ رئيس المجلس الإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالخميسات على عدم السماح له بقراءة الكلمة، التي أعدها بمناسبة الذكرى 58 لثورة الملك والشعب، خلال الحفل المنظم بمقر العمالة يوم السبت الماضي، حيث أنه بعد الفطور الجماعي والإنصات للخطاب الملكي السامي من طرف الحضور المكون شخصيات مدنية وعسكرية وممثلي المصالح الخارجية والمجتمع المدني والاعلاميين...، وشح عامل الإقليم "حسن فاتح" صدور موظفين بوسامي العرش، ثم تناول الكلمة "أحمد أديب"؛ المندوب الإقليمي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالخميسات، الذي وقف على أهمية الذكرى والحدث المميز في تاريخ المغرب ضد الاستعمار، ودور الأسرة المكافحة في الدفاع المستميت عن حوزة الوطن لجانب المغفور له الملك محمد الخامس.
ومن كلمة الحاج العربي الركيك، التي احتج على عدم برمجتها، نقتطف ما يلي حسب النسخة المسلمة إلينا:
"..يقف المغاربة وقفة إجلال وإكبار لإحياء الذكرى 58 لثورة الملك والشعب؛ وهي ذكرى خالدة وغالية لما تحمله من دلالات تاريخية تسجل لمرحلة حاسمة من التاريخ المغربي المعاصر، مرحلة أوصلت الماضي بالحاضر، واستلهام العبر وإبراز التلاحم القوي الذي يربط العرش بالشعب من خلال الروح الوطنية الصادقة والتضحيات الجسيمة التي قدمها المغاربة، ملكا وشعبا، من أجل الدفاع عن الحرية ومكتسبات البلاد وإفشال مخططات الاستعمار الفرنسي الغاشم وردع كل محاولاته المشينة لكرامة ومقدسات البلاد. مرحلة عبر فيها الشعب المغربي عن التشبث بوطنيته، كما بين التاريخ ذلك. كما نستغل هذه المناسبة لنعبر عن تجديد الولاء والبيعة إلى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره. مسترجعين بفخر واعتزاز ما استخلصناه من دروس وعبر عن كفاح بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله تراه الذي أخد على عاتقه وعاهد نفسه على استرجاع كرامة الوطن. ولنتذكر بقلوب مؤسفة وخاشعة مفعمة بروح الوطنية والتضحية فقيد الأمة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحه الطاهرة الذي توج عهده باسترجاع الصحراء المغربية واستكمال الوحدة الترابية.
وبصدق وإخلاص وإيمان منا نسجل ما قدمته أسرة المقاومة وجيش التحرير من نضال وتضحيات في سبيل الحفاظ عن مقدسات البلاد واستشهد عدد كبير من المقاومين وجيش التحرير في جميع الأقاليم مند انطلاق الشرارة الأولى لحركة المقامين وجيش التحرير، حيث جاهدت وضحت هذه الفئة المناضلة بأرواحها ودمائها الزكية من أجل حرية البلاد، لكنها اليوم أصبحت منسية ومهضومة في كثير من حقوقها الاجتماعية والإنسانية. ولا يفوتنا هنا التذكير بالخطاب السامي الذي ألقاه، في مقبرة الشهداء بمدينة الدار البيضاء، صاحب الجلالة محمد الخامس، أسكنه الله فسيح جناته، لما وقف عند رأس الشهيد محمد الزرقطوني داعيا إلى الاعتناء برجال المقاومة وجيش التحرير. وفي نفس السياق جاءت كلمة صاحب الجلالة المغفور له الحسن الثاني في خطابه بمناسبة ذكرى 20 غشت سنة 1986 الذي أكد في كلمة جلالته على الأخذ بعين الاعتبار مكانة ودور رجال المقومة وجيش التحرير والاعتناء بأراملهم وأبنائهم مع تخصيص نسبة 25 في المائة من مناصب الشغل لفائدة الأبناء. لكن دون جدوى خاصة إذا علما أن التعويضات الممنوحة لفائدة هذه الفئة المقاومة تتراوح قيمتها ما بين 250و650 درهم شهريا. ونحن نسمع في كل خطابات المندوب السامي مصطفى الكثيري، بمناسبة زيارته التواصلية الفارغة أن المقاومين وجيش التحرير بخير، والعكس هو الصحيح. فلا يمكن لهذا المبلغ أن يضمن حياة كريمة لهذه الفئة خاصة في ظروف تتسم بالغلاء؛ فهذه الفئة محرومة من السكن اللائق ومشكل البطالة الذي يعاني منها الأبناء ...
إن هذه الأسرة المكافحة تطالب بالاعتراف بها حسبما قدمته للبلاد من خدمات جليلة من طرف مناضليها، الذين صنعهم التاريخ الذي يشهد لهم بما أسدوه من تضحيات جسام، ومن تبقى منهم الآن يطالبون بالاهتمام بهم وضمان حريتهم وتمكينهم من العيش الكريم وكافة حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية تثمينا لاختيار دولة الحق والقانون التي ما فتئ صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله ينادي بها ويدعوا إلى إرساء دعائمها، موصيا جلالته بإعطاء العناية الخاصة لهذه الشريحة المجاهدة، وتحقيق مطالبها المختلفة.. "
إدريس قداري - الجسر الجديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق