قمت بحذف صفحتي على موقع «فيس بوك» هذا الأسبوع. نبهت أصدقائي وعائلتين إلى هذا الأمر من خلال رسالة بعثت على صفحتي، وقلت لهم إنني سأرحل خلال أسبوع. أعترض على ذلك صراحة واحد – نعم واحد فقط – مما يزيد على 200 «صديق» في تعليق له على رسالتي. وغير ذلك لم تقابل هذه الرسالة سوى بالصمت. وربما لم يحسب أصدقائي أني جاد، أو أنهم لم يكترثوا لذلك. من يلومهم على ذلك؟ لقد كنت أستخدم موقع «فيس بوك» منذ أعوام وكنت أنشر عادة رسالة على الأقل يوميا - كوسيلة للبقاء على تواصل معهم. وكان لأصدقائي أسباب أخرى تدفعهم لعدم التعامل مع الأمر بجدية. لم يبد أن «يوم ترك (فيس بوك)» العام الماضي حقق نجاحا مدويا. وهناك العديد من الصفحات عن «كراهية (فيس بوك)» على موقع «فيس بوك» نفسه. ولكن تدشين «غوغل+»، الذي جذب أكثر من 10 ملايين مستخدم خلال أول أسبوعين، أعطى كارهي «فيس بوك» - أو أشخاصا مثلي ممن يشعرون بالتعب من «فيس بوك» - مساحة جديدة يمكنهم وضع مساهماتهم الاجتماعية فيها.
والرسائل التي وضعتها على صفحتي بموقع «فيس بوك» عام 2008، لا تعبر عني في 2011. (لحسن الحظ كنت أنهي أعوامي الجامعية عندما كان مارك زوكربرغ يضع أساس «فيس بوك» في غرفة نومه بجامعة هارفارد.) وفي الوقت الحالي، يبحث المحررون بالغريزة عن ملفات الأشخاص الذين يتناولونهم على صفحاتهم بموقع «فيس بوك». وتعد أي معلومات تتاح علنا، بما في ذلك الصور، كنزا محتملا للبيانات يمكن أن ينتهي به الأمر على الصفحة الأولى من صحيفة «واشنطن بوست». وقد كانت الصورة الأولى لموضوع تحقيقي بصحيفة «واشنطن بوست» هي صورة من على موقع «فيس بوك». وفي أعقاب فضيحة القرصنة لـ«نيوز أوف ذي وورلد»، تسيطر مخاوف بشأن الخصوصية. ماذا سيحدث لو قام طاقم «نيوز أوف ذي وورلد» بالقرصنة على صفحات «فيس بوك»؟ هل كان الانتقاد سيكون بالمثل؟ هل يجب أن يكون الأمر كذلك؟ نشرت مجموعة القرصنة «لولزسك» بيانا إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي يوم الخميس تقول إن هدفها المفضل هي حكومات ومؤسسات وكيانات ضغط. ولكن، ماذا سيحدث لو تغير الهدف؟
استعدادنا لقبول هذه المخاطر يتعلق بشيء جديد وجوهري. اكتشفت دراسة تعود لعام 2010 تحت إشراف بول زاك، المتخصص بالاقتصادات العصبية، أن استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية ينتج نفس المادة الكيميائية داخل الدماغ، هرمون الثقة والكرم «أوكستوسين»، الذي ينتج عندما ترى الأمهات أبناءهم لأول مرة. تحدي ترك «فيس بوك» سيطر علينا لبعض الوقت. وبعد أن غير موقع «فيس بوك» من إعدادات الخصوصية بالموقع في مايو (أيار) من العام الماضي، وهو ما أدى إلى ظهور فكرة «يوم ترك (فيس بوك)»، كتب عدد من المقالات عن صعوبة ذلك. وقد عاد التساؤل من جديد مع ظهور «غوغل+» - وهو بديل ممكن. وفي هذه المرة قررت استخدامه. وقد كانت لدي خطة: بينما كنت أستعد للرحيل، سألت مستخدمي «غوغل+» عما إذا كانوا قد تركوا «فيس بوك» وعن السبب الذي دفعهم للقيام بذلك. وكانت الإجابات القليلة التي جاءت جديرة بالاهتمام.
وفي إحدى الحالات، لم يرغب مستخدم في ترك أصدقاء وأفراد عائلة يريدون الاستمرار على «فيس بوك». وقال شخص آخر إن «غوغل» ما زال يواجه بعض المشاكل مما يجعل ترك «فيس بوك» بالكلية أمرا غير عملي. وقال مستخدم ثالث إن «غوغل+» لم تقدم كافة الأشياء التي يحتاجها أو يريدها للتواصل مع الأصدقاء، مما جعل الاستمرار على «فيس بوك» ضروريا للمحافظة على هذه العلاقات. ويستطيع الجميع الاطلاع على سؤالي والتعليقات المرفقة - وبالمناسبة فإن ذلك شيء لم أستطع القيام به على «فيس بوك» في ضوء إعدادات الخصوصية الخاصة بي. احتجت إلى أسبوعين للقيام بذلك – على الرغم من أني كنت قد هددت بترك «فيسبوك» خلال أسبوع. ولا يعتبر إلغاء صفحة على «فيس بوك» أمرا سهلا. أولا: يقوم بالموقع بكل ما يستطيع لإثارة قلقك بشأن الخروج منه، حيث يسألك عما إذا كنت ترغب فقط في «وقف تنشيط» الصفحة.
ويتيح «وقف التنشيط» لموقع «فيس بوك» الاحتفاظ ببياناتك تحسبا لعودك مرة أخرى. وبعد ذلك، يسألك عن سبب الرحيل. وعندما تنقر على ذر «مخاوف بشأن الخصوصية» يظهر تذكير بأنه عليك ألا تقلق لأن «فيس بوك» يضمن لك خصوصية للمعلومات. وبعد ذلك تكون أمامك فرصة لحذف حسابك، وهذا ما اخترت القيام به. ولكن، عندئذ يقال لك إن أمامك 14 يوما قبل أن يقوم موقع «فيس بوك» بإزالة البيانات بالكامل. ادخل مرة أخرى – مرة واحدة – وستجد نفسك عدت من جديد. وكأنك لن تترك الصفحة أبدا. وبعد مرور أسبوعين على ما أعلنته على صفحتي بموقع «فيس بوك»، مضيت في تهديدي. ولكني لم أذهب بعيدا، فقبل إلغاء ملفي على «فيس بوك»، قمت سريعا بعمل ملف جديد على الموقع ولكنه مفتوح بدرجة أكبر. ربما تسأل لماذا؟ كنت في حاجة إلى الوجود على موقع «فيس بوك» لإدارة صفحة صحيفة «واشنطن بوست» عليه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق