الرئيسية » » الخميسات : «مترشحون» أرانب «وبرلمانيون» فاشلون يتلمسون العودة إلى "القبة"

الخميسات : «مترشحون» أرانب «وبرلمانيون» فاشلون يتلمسون العودة إلى "القبة"

بواسطة Khemisset CITY يوم الأربعاء، 23 نوفمبر 2011 | 1:31 م

من المفارقات العجيبة والغريبة في المشهد السياسي الوطني وبإقليم الخميسات تحديدا ظاهرة "المترشحون الأرانب" و "البرلمانيون الفاشلين" هؤلاء الذين يقطر بهم سقف الأحزاب الكرتونية في أخر لحظة ويتم فرضهم على الساحة السياسية ليس بسبب وعيهم السياسي وتمرسهم وخبرتهم العميقة وارتباطهم المتواصل بالساكنة ودفاعهم عن قضايا معينة ولا بفكرهم ومشاركتهم الواسعة في مجال معين وضمن أهداف وتصورات وإستراتيجية حزبية عامة، بل لأنهم أصحاب "الشكارة"، ويحصلون على التزكيات بطرق لا تستجيب لواقع المرحلة ومتطلبات التغيير الذي ينتظره الشعب المغربي للقطع مع تجارب سياسية سابقة ولدت أزمات واكراهات دفع ضريبتها المواطن والوطن على حد سواء .

المترشحون الأرانب

ولان الساحة السياسية بإقليم الخميسات مبلقنة ومصابة بالإسهال وبالانزالات العصية في الوقت الحالي على الضبط فإنها تجود على المتتبع والناخب بأصناف وأشكال من الكائنات الزئبقية التي لا تعرف من السياسة والعمليات الدستورية سوى المتاجرة والتمييع وضرب عمليات الإصلاح وذبح المسلسل الديمقراطي في أول اختبار له بعد التعديل الدستوري الأخير، والأخطر من هذه الكائنات الهلامية الانتخابية جميعا "المترشحون الأرانب" هذا الصنف غير الشرعي الذي يولد في مختبرات البلطجة يدخل حلبة السباق البرلماني ليس لتحطيم أرقام قياسية في عدد الأصوات المتحصل عليها من صناديق الاقتراع لكن لقطع الطريق على المترشح الذي ينتمي إلى منطقة أخرى لخلق رجة لديه وإرباكه وجعله يبحث عن طريقة للتفاوض بأقل تكلفة خاصة إذا كان المترشح من أصحاب "الشكارة" وهذه النوعية تكون مستهدفة بالدرجة الأولى، إلى جانب المترشحين الذين ليس لديهم أي امتداد جماهيري أو قبلي في جماعة أو منطقة معينة تابعة للدائرة الانتخابية لكن لديهم "شكارة" وقادرين على دفع مبالغ سخية ' للمترشحين الأرانب" لحملهم على التخلي والاصطفاف بجانبهم أو ما يطلق عليه "خويان طريق" وغالبا ما يرضخ المتشرح "مول شكارة" لطلبات "المترشحين الأرانب" بعد تحديد قيمة الخسائر المالية المزعومة والتي تصل إلى 15 أو 20 مليون سنيتم، هذه الصفقات المشبوهة تكشف الوجه الحقيقي لمافيا الانتخابات التي لا تزال تتعامل بمنطق متقادم لا يستجيب لواقع المرحلة والتغيير المنشود، كما ان هذه العينة الفاسدة والمفسدة للمشروع الديمقراطي تلعب على أكثر من وتر وبنفس الطريقة دون أن تستثني مترشحا معينا باستعمال جميع الطرق الظاهرة والخفية لتحقيق مبتغاهم .

ونظرا لما تذره ظاهرة» المترشحين الأرانب « على سماسرة الانتخابات ومفسدي العملية الدستورية فان الساحة مؤخرا بدأت تشهد أنشطة قوية لهذه العينة التي تسابق الزمن من اجل الحصول على تزكية بل أن ثمة أسماء معروفة بماضيها المتسخ المتشبع بالإجرام والنصب والاحتيال دشنت حملات انتخابية سابقة لأوانها خاصة بجماعة الكنزرة وايت يدين وتيفلت وجماعة ايت ايكو وعين السبيت و زحيليكة وغيرها من الجماعات التي تعرف إنزالا غير مسبوق للمال الحرام» "تحت الدف « وهنا يظهر بعمق الأزمة الداخلية لبعض الأحزاب السياسية التي لا يظهر لها اثر إلا في الاستحقاقات الدستورية وتستفيد بدورها من الدعم المادي المقدم للأحزاب السياسية رغم أنها لا تؤدي أية وظيفة للمجتمع سوى إغراق الساحة السياسية بكائنات انتخابية تضيف هرمونات مشبعة بالعقم والجدب للمشهد الحزبي ولا تقدم على المستوى القريب ولا البعيد أية إضافات نوعية للحقل السياسي والديمقراطية المنشودة بصفة عامة ، لان ممارسة العمل السياسي لا يرتبط بمرحلة معينة بل يعد نشاطا يوميا تقوم به الانوبة والأجهزة الداخلية لمصلحة المنخرطين والمتعاطفين.

برلمانيون فاشلون

قراءة الخريطة البرلمانية لإقليم الخميسات تكشف عن ضحالة وعمق الأزمة التي تتكشف خيوطها بالقيمة المضافة التي قدمها لفيف من البرلمانين الذين يمثلون ألوان الطيف السياسي للمنطقة، وعلى قيمة هذه المنجزات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي أسهم في تحقيقها هذا اللفيف طيلة سنوات والتي تتكشف من خلال إلقاء نظرة على حالة الإقليم الذي يوجد في الدرك الأسفل من الركود الاقتصادي والاجتماعي .

فهل الدولة مستعدة لدعم المشروع الديمقراطية الحداثي الذي بإمكانه القضاء جزئيا على كل مظاهر الترقيع السياسي..؟ نعتقد أن القطع من التجارب السابقة يقتضي وضع انساق وهياكل جديدة تمتح تصوراتها من الرغبة الجماعية في تطوير الأداء الديمقراطي والرقي بالمسالة الانتخابية لأنه في ظل هذه التوليفة السياسية و الوجوه المستهلكة.؟ فجميع الطروحات التي تنادي بتطوير المجتمع وتقدمه لا يمكن أن تحقق وتتفاعل مع المطالب الشعبية بدون نخب سياسية فاعلة قادرة على خلق الإجماع حولها وقادرة في جانب أخر على دفع المواطن إلى التصويت بكثافة، ونعني بالنخب تلك التي تحمل مشروع مجتمعي وتعمل بالموازاة في كل مجالاته الحيوية عبر التوعية والتثقيف والتاطير أي العمل الميداني .

ولان المنطقة عرفت في الانتخابات البرلمانية السابقة إنزالا قويا للمال الحرام وشراء الذمم وهندست الخريطة السياسية بطريقة فجة لا تستجيب لتطلعات ساكنة إقليم الخميسات ،وهكذا شاهدنا كيف استطاع المال القذر أن يغير الإرادة الشعبية ونشاهد بعض الوجوه تسقط من جراب الفساد والإفساد ، هذه الوجوه التي لم تستطع طيلة الولاية السابقة أن تقدم أية إضافة نوعية للإقليم ويمكن اعتبارهم برلمانيون فاشلون وبكل المقاييس، لان الإقليم بحاجة إلى برلمانيين قادرين على تحقيق مطالب الفئات العريضة من أبناء المنطقة والدفاع عن المصالح العليا للإقليم عبر توفير الأرضية الملائمة لتشيع الاستثمار.

برلمانيون انتهت مدة صلاحيتهم

عندما تنتهي صلاحية منتوج ما فهذا يعني انه لم يعد صالحا للاستعمال والاستهلاك وحتى لا نكون من الذين يصدرون الأحكام بصفة ميكانيكية على الأشخاص فإننا نطرح السؤال التالي ماذا قدم برلمانيو دائرة الخميسات والماس، وماذا قدم برلماني حزب الاستقلال بوعرو تغوان ومن معه والحسين النعيمي عن الحزب العمالي ورحو الهيلع عن حزب الأصالة والمعاصرة عن دائرة تيفلت الرماني ما هي الإضافة التي أضافوها للمؤسسة التشريعية ما هي الملفات التي اشرفوا عليها ، ما قيمة وحجم الاستثمارات التي مكنوا المنطقة منها ...؟ وماذا قدموا للمناطق التي يتحدرون منها... ؟ وكيف يطمحون الرجوع إلى "القبة" مرة أخرى، وماذا سيقولون للقوة الناخبة وبأية لغة سيحدثونهم وبماذا سيتم إقناعهم هل بالكلام المعلب أم سيتم سلك وسائل أخرى غير شرعية.
إن الذي انتهت مدة صلاحيتة انتهت، والذي أعطيت له الفرصة ليقدم الحديد وضيعها يكون قد حكم على نفسه ومستقبله السياسي بالفشل وعليه أن يتنحى بشرف، فالمرحلة الحالية تحتاج إلى وجوه جديدة يتلمس فيها المواطن التغيير الذي نترصده جميعا، فلا يعقل أن يظل المواطن حبيس عقليات تدافع عن مصالحها دون مصالح الشعب، فإذا كان رحو الهيلع البرلماني عند الدائرة تيفلت الخميسات استطاع بما له من نفوذ أن يحصل على قطعة أرضية مساحتها تعد بالهكتارات بثمن رمزي وتم إقصاء فلاحين صغار يعتاشون على الزراعة والفلاحة ، أما البرلمانيون الآخرون فان الحصانة البرلمانية مكنتهم من الاستفادة من تخفيضات ضريبية على مشاريعهم الاستثمارية وتسهيل أمور أخرى.

في ظل هذه المعطيات الأكيدة التي يعرفها العام والخاص كيف يظن هؤلاء البرلمانيون أن القوة الناخبة ستصوت لهم هل لأنهم قدموا خدمات قوية للمنطقة.

أن التغيير الذي يريده المواطن في ظل الدستور الجديد تغيير في الخريطة السياسية بالمنطقة وان تكون ممثلة من قبل الشباب الذي يحمل مشروعا مجتمعيا ولم يعد المواطن يقبل أن يرى برلمانيا أميا غير قادر على صياغة جملة مفيدة وتهجئة ورقة ولا يفرق بين الأمين العام للحزب وأمين الطبالة والغياطة،وعلى آخرين لا يظهر لهم اثر إلا في الاستحقاقات الدستورية، هل بهذه الوجوه المستهلكة التي لا تثقن من مهمة البرلماني سوى القبض في أول كل شهر يمكننا الحديث عن التنمية المستدامة.

إن المنطقة بحاجة إلى فعاليات شبابية تتمتع بالكفاءة والمستوى العلمي الجدي لان الأمر يتعلق بمؤسسة تشريعية تعد الوجه الحقيقي للأمة في الداخل والخارج، فلا يعقل أن في القرن 21 ولا زلنا نسمع عن برلماني يرفل في أجواخ "الأمية" ويمثل الوطن في المنتديات العالمية ، ونتساءل ما هي الصورة الدبلوماسية التي يسوقها هؤلاء البرلمانيين غير "المسكولين"...؟

لقد حان الوقت للقطع بصفة نهائية مع الأمية البرلمانية والبرلماني الأمي إذا كنا نبحث فعلا عن التغيير ومستقبل متقدم لوطننا .

الحسان عشاق
ساهم في نشر الموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
دعم : إنشاء المواقع | قوالب جوني | قوالب ماس | قوالب بلوجر عربية ومجانية
© 2011. Khemisset Press - جميع الحقوق محفوظة
عدله إنشاء المواقع - تعريب قوالب بلوجر عربية ومجانية
بدعم من بلوجر