الرئيسية » » حادثة سير أمام مدرسة عبد الله الرحماني بالخميسات تفتح مشكلة التشوير بطرقنا

حادثة سير أمام مدرسة عبد الله الرحماني بالخميسات تفتح مشكلة التشوير بطرقنا

بواسطة Khemisset CITY يوم الثلاثاء، 1 نوفمبر 2011 | 10:12 م

عرف شارع توفيق الحكيم بالخميسات يوم الخميس 27 أكتوبر 2011 حادثة سير مرعبة كان ضحيتها التلميذ "حمزة البزاز" الذي يدرس بمدرسة عبد الله الرحماني والذي صادف خروجه من حصة الدرس الصباحية مرور شاحنة بالشارع المذكور لترسم بذلك صورة درامية وهي تدهس جسمه النحيف مخلفة أضرارا بالغة في أطرافه السفلى وحوضه تمثلت في كسور تستلزم تدخلا جراحيا مستعجلا.

إن المتصفح للخبر أعلاه قد يبدو له الأمر عاديا كون صفحات الجرائد ونشرات الأخبار لتكاد لا تخلو من صور رعب يومية لحوادث أكثر دموية من تلكم التي أجهزت على جسم الطفل حمزة، لكن ما يبدو غير عادي في تناولنا لهذا الحادثة هو نقط يمكن إيجازها كالأتي:

- أن مسرحها كان بشارع يعج بالحركة كمحور رئيس يصل المحطة الطرقية بجهات عدة، ومنفذ نحو السوق الأسبوعي، لا ينقطع به هدير المحركات على مدار الساعة، يجاور مؤسستين تعليميتين يتوافد عليهما يوميا مئات من فلذات الأكباد يجابهون في كل مرة تهور السائقين أويستسلمون لشغفهم الطفولي باندفاع بريء، لكن المثير للانتباه هو خلوه من علامات تشوير تنبه لوجود المؤسستين أوتطلب تخفيض السرعة، كما يفتقد الشارع إلى ممر خاص بالراجلين. هذا الوضع يدخل التلميذ ذاته في دوامة الشرخ والريبة بين ما تلقاه في درس يحثه على استعمال الممر وبين ممر لا يعرفه إلا من خلال كتاب القراءة.
- ليست هي الحادثة الأولى التي يشهدها هذا الشارع وكأننا في حرب معلنة على تلاميذ ذنبهم أنهم من مسجلون بهذه المؤسسة.
- غياب المراقبة الطرقية خصوصا في وقت الذروة التي تعرف اكتظاظا يجعل استعمال الطريق هاجسا للأبناء والآباء على السواء، فقلما وجدنا رجال الأمن المكلفين ينظمون انسيابية المرور إلا في مناسبات أصبحت تعرف لدى العموم بمواسم اصطياد المخالفين في غياب الاستدامة والفاعلية، مع الإشارة إلى أن دائرة الأمن تادارت تقع في نفس الشارع.
- لا يمكن الحديث عن مدونة للسير لا تتبنى المنظور التنموي في أجندتها بل تعلن الحرب دون تحمل المسؤولية المتمثلة في بنية تحتية ملائمة وتشوير واضح ومراقبة فعالة مع تخفيف الضغط على المحاور الطرقية.

وقبل الختام لابد من الإشارة إلى الوضعية الإنسانية التي خلفها هذا الحادث؛ فالضحية ينحدر من أسرة معوزة تجابه قدرها بدموع الفاقة وذهول الصدمة ممنية النفس بدوي القلوب الرحيمة لمقاسمتها هذا الخطب من خلال مساعدات قد تفي بالغرض لتدبير مصاريف العمليات الجراحية، وللتذكير فقط فقد بدأت الأطر التربوية وتلامذة مؤسسة عبد الله الرحماني حملة لجمع المساعدات آملين أن ينضاف لمبادرتهم قلوب كريمة أخرى.

صورة مركبة من الموقع

محمد شاكري - الجسر الجديد 


ساهم في نشر الموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
دعم : إنشاء المواقع | قوالب جوني | قوالب ماس | قوالب بلوجر عربية ومجانية
© 2011. Khemisset Press - جميع الحقوق محفوظة
عدله إنشاء المواقع - تعريب قوالب بلوجر عربية ومجانية
بدعم من بلوجر