الرئيسية » » وجه خميسي .. الأديبة فاطمة الزهراء الرياض

وجه خميسي .. الأديبة فاطمة الزهراء الرياض

بواسطة Khemisset CITY يوم الجمعة، 11 نوفمبر 2011 | 4:36 م

الأديبة فاطمة الزهراء الرياض متحدثة - في حوار مع موقع الخميسات سيتي- عن بعض فصول حياتها بالخميسات، عن تجربتها الأدبية، عن الشأن الثقافي العام و عن علاقتها بالأنترنيت و شبكات التواصل الإجتماعي. و في آخر الحوار كلمة للخميسيين.

س: إذا قلنا لك: إن معظم من سيقرؤون هذا الحوار، من ساكنة مدينة الخميسات، لا يعرفون من تكون الأديبة فاطمة الزهراء الرياض على الرغم من أن هذه الأخيرة ترعرعت و درست بينهم، بماذا تُعَرفين نفسك عندها؟ !

ج: فاطمة الزهراء الرياض هي تلميذة هادئة و شقية في نفس الآن كانت لا تنتمي لفصيلة النجباء و لا لفيلق المشاغبين. فبعد أن ازدادت بمدينة مكناس مسقط رأس والديها التحقت بالتدريس الأولــي في إحدى مساجد مكناس العتيقة، و على يد الفقيه نما سماعها على تلاوة القرآن و تجويده و على شرح القرآن على السبورة الخشبية. كان في عمرها آنذاك أربع سنوات.  بعدها، انتقلت إلى كنف أهلها بالخميسات في مدرسة "الشهيد الحارثي" كمستمعة و بعد إحرازها السنة الأولى ابتدائي بمشقة الأنفس، انتقلت لمدرسة "ابن سينا" حيث حفر مدرسيها في وجدانها حب اللغة. بعدها دقت ساعة المدرسة الإعدادية  و الثانوية " موسى ابن نصير" حيث توطدت علاقتي باللقالق هناك إلى أن أصبحت علاقة أمومة بحتة.

خريجة باكالوريا علوم تجريبية 2001  بنقط عالية في مادتي الفلسفة و اللغة العربية ونقطة غير مشرفة في الرياضيات !. تخرجت لترسى سفنها الدراسية بمدينة سطات بكلية علوم الإحياء و الأرض ثم يتدخل الأهل و الحكمة الربانية و القدر فيغيرون وجهتها بعد أربعة أشهر من الدراسة إلى مركز تكوين المعلمين و المعلمات بمدينة تارودانت. وأصدقكم القول: حينها لم أكن أعرف أين تقع تارودانت على الخريطة !

كانت تلميذة نجيبة خارج ما يـدرس بالقسم .. تشرف على كل البحوث المناطة إليها .. تنجز لأصدقائها تمارين اللغة العربية و الفلسفة مقابل مادتي الرياضيات و الفيزياء .. !. و حينها، كانت اللغة تسبح داخل جلدي و أنا بصدد كتابة يومياتي السرية، التي تقرأها صديقتي !

س: كيف بدأت تجربتك الأدبية: هل كانت صدفة محمودة أم هدفا مخططا له؟. و ما هي الأسماء الأدبية التي أثَّرت و أثْـرت أكثر هذه التجربة؟

ج: تجربتي الأدبية ابتدأت بحبي الأبديّ للكتب و القراءة. كنت أقرأ أي شيء يمر تحت عيني و أحرص على قراءة الملحقات الثقافية بالجرائد التي يقتنيها الأب. تيقن أهلي أني أدبية التوجه عندما كنت أنهي الكلمات المسهمة في بضع دقائق. كانت تجربة الكتابة خجولة جدا و محتشمة لا تكاد نصوصي تخرج من التعبير الكتابي و بضع بحوث، ثم شيئا فشيئا تحول النص إلى قصيدة . وجدت في مركز تكوين المعلمين عزاء لمكنوناتي الأدبية المطمورة تحت رداء العلوم التجريبية. إذ، كنت أشاطر أصدقائي، في فترات الاستراحة، ما جادت به "قريحتي". و في يوم من الأيام، أخفى صديق قصيدة مما كتبت و قدمها كمساهمة باسمي في مسابقة شعرية إقليمية منظمة آنذاك من طرف مندوبية وزارة الثقافة بالتعاون مع المركز. حضرتُ الحفل كمهتمة لا كمشاركة، و إذا بي أسمع إسمي من بين الفائزين بالمرتبة الثانية بحضور أهم شعراء الجنوب !. أحسست لأول مرة أني عارية تماما، فما كنت أريد لكتابات شخصية أن تُذاع على مسمع حضور لا يستهان به. فتمزقت أحاسيسي بين الفرح لتقدير لجنة المسابقة و بين الاقتناع أن كتاباتي هي ملكي أولا وثانيا هي لا تستحق القراءة أو الإشادة !.

و بعد سنوات من التوقف الجبري و القسري عن الكتابة، رجعت كأنما كنت أحمل بركانا خامدا، ينام تحت نار هادئة و ما السكون إلا تحسب لمجيء العواصف. كانت فترة التوقف تجر ورائها قراءات لدرويش .. لسهيل ادريس .. للرائع الميلودي شغموم.. للغرباوي .. لغادة السمان .. لسعيد الكفراوي .. قرأت لأسماء كثيرة ...

علاقتي بالكتابة لم تكن أبدا وليدة صدفة كما أنها لم تكن وليدة مخطط مسبق،هي شيء لا يتجزأ من فاطمة .. متلازمة، تصحو فتنام .. و هكذا، إلى أن خرجَت يوما ما من جلبابها كي تحيك الكلمات أثواباً ..

س: نعلم أن لك علاقة خاصة بشبكة الأنترنيت و مواقع التواصل الإجتماعي، ماذا جرى و يجري بينكما بالتحديد؟. يأتي هذا السؤال بطبيعة الحال على ضوء النقاش الكبير الدائر اليوم في أوساط الأدباء و الباحثين عن ما سمي بـ «أزمة الكتاب» من جهة  و«أزمة التواصل» بين النخب الثقافية و الناس من جهة أخرى. و هنا، قد يتفرع عن هذا السؤال، السؤال التالي: كيف تديرين أنت هذه الأزمة – على فرض أنها موجودة حقا- ؟

ج: مواقع التواصل خلقت قارة ثالثة نتنفس تحت غلافها أكسجين العرض و تبادل الخبرات و التواصل السريع ، خصوصا بعد الأزمة التي نعرفها على صعيد الواقع القرائي و الوعي الثقافي بالمغرب. هذه الأزمة جعلت من اختناق الصدر من دور النشر و الإهمال المتواصل من المسؤولين  و افتقار المدن لبنيات ثقافية إلى خلق أمكنة "افتراضية" للعرض و اقتسام هم وجع الكتابة و تقريبها للقراء و المهتمين على حد سواء. بالنسبة لي، كانت التجربة جد ناجحة رغم المجازفة الكبيرة التي يمكن للمبدع التعرض لها من جراء انعدام حقوق الملكية الفكرية للعمل المقدم – و التي بالمناسبة نعاني من عدمها في المغرب-، إلا أن جميع مغريات فرص الانتشار و الاستفادة من نصائح باقي المبدعين ثم تقريب الكتابة من المواطن الالكتروني؛ التي تتيحها تلك المواقع؛ تخفف من وطأة الوجه الآخر للمقاهي الالكترونية..

على شبكة التواصل يمكنك أن تحتسي شعرا و أنت في كامل تأملك أينما كنت .. تذوب، عبر ملمس الفأرة، كل الحدود و الأعراق كقطعة سكر.. ذلك أن اللذة تكمن في اقتســام النصوص و تذوقها من طرف جموع القراء باختلاف إيديولوجياتهم و انتماءاتهم الفكرية و الثقافية، فتصبح الإنتاجات بعدها ملكا للجميع لأنها تخرج من حيز العدم بذلك للوجود المليء بالتحديق و الجمال و الحذر!

أزمة الكتاب هي أزمة المغاربة، و أزمة عقلية و شعب بأكمله. إذا كنت تجد مكانا لصيدلية منزلية في كل بيوت المغرب فأنت حتما لن تجد مكتبة منزلية بالموازاة !.  "العمل" على خلق ثقافة الكتاب بالنسبة لي هو تاريخ مليء بتحقير اللغة العربية الأم، حتى من خلال الكتب المدرسية المليئة بالشطط و النصوص المبهمة.. و هو كذلك تلخيص فكرة القراءة في محتوى دراسي تنتهي صلاحيته عند نهاية كل سنة دراسية. ليست هناك أنشطة موازية تحث القارئ على التعامل مع الكتاب عبر حبه لا من أجل مساءلة دراسية بل كي تكون قراءة من أجل الإنفتاح على الأدب و عوالمه .. و هي أيضا أزمة إعلام ركز بعض أنواع الفنون باعتبارها مفتاحا للنجاح و الشهرة. فلم يسبق لنا أن شاهدنا برنامجا عن كتاب و كاتبه أو شاعر و شعره. و حتى بعض البرامج الثقافية التي يتم تصويرها تعرض في أوقات متأخرة ليلا (برنامج مشارف هو أبرز مثال)، و هي بذلك تضعك أمام استفسار عن الشريحة المستهدفة : إنس أم جن؟ !! .. نحن أمام افتقار حقيقي لدور الشباب و للمنتديات الثقافية و أمام اقتصار مكتبات المدارس على بضع كتيبات لا ترقى لتطلعات الشباب .. أنا لم أعترض يوما على الكتب الالكترونية رغم "زيفها" و برودة التعامل معها- بدليل و ضع مجموعتي الأولى رهن إشارة جميع القراء- لكنها تبقى خير وسيلة حتى يتكلل فعل القراءة بالنجاح.

س: لم يصدر أي عمل من أعمالك بمدينة الخميسات؛ علما أن أحدها صدر بمدينة تارودانت؛ لماذا؟

ج: و هل بمدينة الخميسات دور نشر أو حتى مطبعات ؟ !!!.. بالطبع كنت لأفرح لو وجدت هناك يدا أصيلة تبحث عن النفائس .. لكنني كنت أفتش عن عزاء في مدينة لم تعطي لساكنتها سوى إهمال بنيوي و ثقافي مريع .. مدينة لا تتغير إلا باتساع حفر طرقها من سيء لأسوء و من تسيير عشوائي لتسيير أبشع !. و الحق يقال، مدينة تارودانت كان لها بعد ربي الفضل الكبير، مدينة تعج بقوافل الإبداع المحملة من كل جهات المغرب. هناك تلاق فكري أكثر من ناضج و يكفيها أنها هي من قدم المدارس الدينية. سوس العالمة مدينة توفر لك سكينة الإبداع في هدوء و شغف متواصلين ... و بالطبع، بما أن بالمدينة طلب على النشر أحدثت مطبعتين صغيرتين لا ترقيان لمستوى دور النشر الكبيرة لكن كان لهما الفضل في إبراز إبداعات أصدقاء كثر مثل الشاعر مولاي الحسن الحسيني. كما ساهمت المطبعتين في إثراء المدينة عبر طبعها لمجلات مدرسية و روايات و قصص ... و كان «فاتح شهية» - مجموعتي القصصية الأولى- مولود من رحم مطبعة السعديين بتارودانت، حيث هناك تم تصفيفه و إخراجه للنور. و رغم ما للتجربة من سلبيات على جودة المنشور، لا يمكن إغفال الإيجابيات بالطبع، فالنشأة الأولى و صعوبات الطبع هو شر لابد من تذوقه. و أستطيع أن أؤكد هنا أنني لم أصادف يوما مبدعا خميسيا ربما لقلة الملتقيات و المنتديات و ربما لاحتشام التجربة. و هذا شيء مؤسف و مؤلم بالتأكيد!

س: هل تقيمين اتصالات مع بعض النخب الثقافية في المدينة؟. و هل أنت راضية عن حجم هذه الإتصالات؟

ج: كما سبق و ذكرت، للأسف ليست لي أيه صلة مع النخب الثقافية بالمدينة . و كم يحزنني أن آتي كـ "نكرة" في مدينة احتضنت فترة طويلة من عمري ثم ما لبثت تدير لي وجهها !. لكنني ألوم القائمين على الشأن الثقافي للمدينة الذين يهتمون بـ "أحيدوس"  على مدار السنة بينما لا يخصص يوما للكُتَّاب و الكتاب!

س: شيء من النقد و من الشغب الصحفي: لنعد إلى تاريخ 5 مارس 2011. في هذا اليوم تم الإحتفاء بك من قبل نادي الإبداع الأدبي و المسرحي بثانوية ابن سليمان الروداني بتارودانت. و بالمناسبة، تم توقيع مؤلفك الأول «فاتح شهية» و قام الأستاذ د. رشيد هيبا بقراءة علمية للمؤلف المذكور. و أثناء ذلك وجه هذا الأستاذ مجموعة من الملاحظات للنص في قائمتين: الشكل و المضامين. و اعتبر على صعيد الشكل أننا مع مؤلـَّـفك ذاك نجد أنفسنا أمام ورطة تصنيف النص، كما أن النظر في بنية النص تبرز لنا وجود اختلالا بين بنية الدال و المدلول في ارتباطها بموضوعات المؤلـَّف. بل ذهب إلى أبعد من ذلك عندما قال أننا أمام نصوص تفتقر إلى النضج و الإحساس بالفعل الكلامي الذي تمارسه. ما دفعه في الأخير إلى تصنيف المؤلـَّف في زمرة الخواطر. و على مستوى المضامين جاء في ورقته العلمية التالي: " نلاحظ أن النصوص المطروحة تقدم شكلا لعلاقة شمولية وغير سوية للبنية النفسية للرجل والمرأة في المجتمع، وعلى المستوى النفسي يمكن اعتبار كل الخواطر الموجودة في هذا الكتاب تعبير على مستويات متناقضة قارة تصبح نظرة الجنسين، نظرة ازدراء أو احتقار، أو نظرة جنسية تتحكم فيها الغريزة ويحضر الجسد بقوة كفاعل رئيسي في تأثيث فضاء التعبير، واستعمال هذا المفهوم الأخير ليس سوى نوع من الخداع لخلخلة مشاعر القارئ، رغم أن هذه العملية هي من أصعب العمليات التعبيرية إذ يتوجب على الكاتب التسلح بمجموعة من النظريات في علوم التربية وعلم النفس، لأن المتلقي ليس متلقيا أحاديا، فهناك المراهق والمراهقة، وهناك صدمة القراءة بسبب انتقاء الفعل النفسي في ثنايا اللغة المستعملة. ومن تم وجب أن نهتم بذكاء المتلقي، ولا نتلاعب بمشاعره، إذ ليس كل كتابة قابلة للقراءة، وليس كل قراءة، قابلة للقراءة". أمام هذه القراءة النقدية لمؤلـَّفك الأول، اسمحي لنا بطرح السؤال التالي: هل كان تفاعلك مع هكذا قراءة نقدية، و ربما مع قراءات نقدية أخرى مماثلة لهذا المؤلف، تفاعلا إيجابيا عبر تمثل دروس النقد في نصوصك اللاحقة أم أنك وجدت في الرسالة النقدية على الورقة النقدية  للأستاذ - و التي وجهها النادي إلى مدير الثانوية بتاريخ 4  يونيو 2011 دفاعا عن مؤلفك- عزاء كافيا لك و ردا للاعتبار يُغنيك عن أي مراجعة للذات ؟

ج: لم يكن لي اختلاف و لا اتفاق مع الأستاذ رشيد هيبا - الذي أحيي فيه شجاعة النقد- مع أنني، و كما ذكرت، حينها انه كنت لأتشرف بملاحظاته داخل قاعة الاحتفاء     بـ «فاتح شهية» أمام الضيوف و التلاميذ و الرد عليه مباشرة عوض نص مراسلة إدارية في حقي و في حق نادي الابداع الذي استضافني. النقد من أجل النقد و الهدم العشوائي والتبخيس هي قراءة تحترم و يحترم مصدرها، مع أن ما احتوته مراسلة الأستاذ هو نوع من التحقير و تقزيمي لأسباب أخرى ليس لي بها شأن. إنما كنت سأسعد بملاحظات بناءة هادفة و واضحة حتى تجعلني أحفل بزخم من القواعد الايجابية حتى تكون خطواتي المستقبلية أنضج. بالعكس رحبت بالقراءة التي جعلتني أكسب شهرة منقطعة النظير بمدينة تارودانت و لله الحمد و في ذلك تزكية لمقولة "مصائب قوم ..."، بيد أنها لم تكن مصيبة بقدر ما جعلت من قرؤوا المجموعة القصصية و آمنوا باختلافها - فكريا و أدبيا- يدافعون عن ما جاء في غير محله في قراءته. و كانت قراءة أستاذي الصديق الروائي "محمد كرووم" - الذي رد على ورقة الأستاذ رشيد- في محلها. و كما هو معروف في الأوساط الثقافية أن السيد كرووم شخص صادق و صارم في قراءاته لابداعات الشباب وهو لن يجاملني على أي حال ..

س: لنسبح في أفق أدبي أرحب قبل العودة إلى نقطة انطلاقتنا. لا شك أن تغير معاني الحرية و الكرامة و الإنسان في منطقتنا العربية و الإسلامية لن يتوقف أثره على حدود المشهد السياسي دون الثقافي. فالكثير من الجهات تتوقع حصول النخبة الثقافية على نصيبها من الإنفتاح السياسي المتوقع على الأمدين القصير و البعيد في المنطقة، وفي المغرب من طبيعة الحال. نريد أن نسمع وجهة نظرك  في الموضوع من جانب، و من جانب آخر طبيعة انعكاس التطورات السياسية الكبيرة لما بات يسمى، عن حق، بالربيع العربي على كتاباتك.

ج: الثورة بالنسبة لي هي مفهوم ليس بالحديث، و ليس وليد المشهد السياسي إنما هو تراكم إنساني مكبوت في حقبة الخمول. و أظن أن ما نشاهد من ثورية في النصوص و على إشكالية التجنيس و تمرد القصائد النثرية هو خير دليل على أن روح التغيير قد شملت إبداعات الكُتاب أيضا. الكتابات هي وجه آخر للمشاهد السياسية و هي تشكل خيالا خصبا لا يمكن التنكر له، ينبثق من اللاوعي و يتساقط على الورق تباعا..

علاقة فاطمة الزهراء بالسياسة هي كعلاقة «علاقة غير شرعية» (مجموعتي الثانية) بمحتواه. أكره السياسة لأنها ضد طبيعتي؛ كشخص يرفض الزيف و يتمرد على التملّق  .. فالساسة يتقنون اللعب بالكلمات ككاتب فاشل في محاولة إقناع جمهور بقصة باردة !. غير أن ما يمكنني قوله هو أنني متفائلة لباقي الدول العربية، متشائمة لبلدي التي لازالت تعطي الغني و تفقر الفقير... ! و بالمناسبة، كان إهداء كتابي الثاني للثورة و الثوريين أينما كانوا ..

س: في نظرك، ما هي المبادرات التي تحتاجها المدينة لتطوير أدائها الثقافي الضعيف؟

ج: أن لا يـُـقتصر في مباني مندوبيات الثقافة على كؤوس الشاي و قهقهات الموظفين و انشغالهم أمام حواسيبهم لمعرفة وصفة اليوم و نكتة الغد و أن يجدوا حلولا جادة و آنية لهذا الشرخ العظيم بين القارئ و الكتاب من جهة و للفراغ العجيب لماهية تلك الدور المغلقة في وجه الشباب و في وجه كل مبدع ... !. يتعين على مسؤولي مندوبيات وزارة الثقافة أن يعوا أن الثقافة تغتال على أيديهم .. فمن سيمسك شعلة الأدب غدا؟!
ذلك سؤال على القائمين بالمدينة الإجابة عنه ...

س: حدثينا عن الثمار الثقافية التي جنيتها من زيارتك لمصر، بمناسبة استضافتك في برنامج ثقافي على قناة النيل الثقافية.

ج: اكتسبت محبة شعب مُحب للأدب، مرحب بالابداع، مليء بشغف القراءة. وأهدتني، تلك الإستضافة، فرصة أن أكون سفيرة للثقافة المغربية؛ حيث عرَّفت ببلدي وبثقافتنا الأصيلة، لغة و لباسا و تقاليدا قلما وجدناها ببلد عربي. و كنت سعيدة جدا بأن يرتبط اسمي ببلدي الذي أعتز به. زيارتي لمصر عرفتني على كُـتاب كبار، و يكفي أنني كنت مستضافة ببيت الكاتبة الكبيرة "رضوى الأسود"؛ ابنة الناقد الأدبى و السيناريست والمناضل السياسى فاضل الأسود رحمه الله وزوجة الشاعر العبقري "أحمد الخيّال"؛ فكان التواصل على مدى إقامتي في غاية الرقي و استمتعت بمناقشاتنا للأدب المغاربي، لرؤية كل منهما للأدب النسوي، لإبداعات الشباب ... و تناقشنا كثيرا حول أسماء مغربية معروفة، وكذا حول شخصيات و كتب السَّنة ...
ثم أضافت مصر لمخيلتي رصيدا صوريا و حسّا كنت أحتاجه في رواية  أكتبها حاليا وتكتمل فصول أحداث سردها في مصر.

س: في كلمة أخيرة، ماذا تقولين لقرائك الخميسيين و لأولئك الذين سيتعرفون عليك، من خلال هذا الحوار، للمرة الأولى؟.

ج: أنا منكم و إليكم. أتمنى أن ينال الحوار شغف المهتميين و استحسان القائميين على الشأن الثقافي و أنا جد سعيدة أني خميسية النشأة و ما أدرت يوما لها ظهري ..

للأسف مجموعتي الأولى نفذت من طبعتها الأولى لكني على استعداد لتنقيحها ثم طبعها طبعة ثانية أكثر نضجا مما ظهرت عليه من أجل أن أتواصل و إياهم أدبيا أكثر. أما عن مجموعتي الثانية «علاقة غير شرعية» فهي متواجدة في كل من لبنان و الكويت و مصر و قريبا في المغرب .. و ستكون حاضرة في فعاليات المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء فبراير المقبل . أتمنى لكل من يهتم بالشأن الثقافي أن يحضر في حفل توقيعها بالمعرض.

شكرا على الحوار و على هاته البادرة الطيبة ..و كل عام و أنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى أعاده الله عليكم بالخير و الصحة و البركات و على جميع الأمة الإسلامية ولبلدي بمزيد من الرقيّ . مع مودتي الشاهقة و محبتي لكم ملء السماء و الأرض.

أجرى الحوار: فؤاد بلحسن


ساهم في نشر الموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 
دعم : إنشاء المواقع | قوالب جوني | قوالب ماس | قوالب بلوجر عربية ومجانية
© 2011. Khemisset Press - جميع الحقوق محفوظة
عدله إنشاء المواقع - تعريب قوالب بلوجر عربية ومجانية
بدعم من بلوجر