تتجه أحزاب ومكونات "العائلة الحركية"، وهي أحزاب الحركة الديمقراطية الاجتماعية وحزب العهد الديمقراطي وحزب التجديد والإنصاف، مدعومة من قبل الحركة التصحيحية من داخل الحركة الشعبية التي يقودها حسن الماعوني ومحمد المرابط، الوزيران السابقان، إلى الإعلان في غضون الأيام المقبلة، عن ميلاد تكتل سياسي تحت اسم "التكتل الديمقراطي الحركي"· وسيحظى هذا التكتل، بدعم سياسي وانتخابي من قبل أزيد من 230 جمعية أمازيغية، في أفق أن تنضم إليه هيآت نقابية ومنظمات نسائية وجمعيات مغاربة العالم·
وأكدت مصادر عليمة أن الإعلان عن هذا التكتل الجديد سيتم على هامش لقاء سيجمع الأحزاب الثلاثة بالجمعيات الأمازيغية في التاسع والعشرين من الشهر الجاري بضاية رومي ضواحي الخميسات، وهو اللقاء الرابع الذي سيتم خلاله التوقيع على وثيقة "الميثاق السياسي الأمازيغي"، والبت والمصادقة على مقترح قانون تنظيمي يتعلق بترسيم اللغة الأمازيغية·وأضافت المصادر نفسها أن الحركة الشعبية بقيادة العنصر، أخلت بالتزاماتها تجاه التكتل الحركي، الذي سبق أن صادقت عليه الأجهزة التقريرية للأحزاب الحركية الأربعة، وفضلت عوض ذلك، الالتحاق بتحالف الثمانية الذي يقوده "البام"، وهو ما يؤكد رغبة الحركة الشعبية في الانسلاخ من هويتها السياسية الحركية·
وبرأي حركيين، فإن التحاق حزبهم بتحالف الثمانية، سيزيد عزلتها، ويساهم في تعميق الصراعات داخلها، وهو ما برز بشكل جلي، بعدما قررت الجمعيات الأمازيغية، مقاطعة الجامعة الشعبية التي نظمتها الحركة الشعبية، السبت الماضي في الرباط حول موضوع "الأمازيغية، رهانات ما بعد الدستور الجديد".
وفي سياق ذي صلة، تعيش اللجنة الوطنية للانتخابات التي يرأسها سعيد أمسكان، غليانا كبيرا بسبب حرب التزكيبات، بعدما تأكد أن الحركة الشعبية، تتجه إلى عقد دورة للمجلس الوطني للحزب الأحد المقبل، لقطع الطريق على الحركة التصحيحية، وترسيم مرشحيها المطعون فيهم، سيما بدوائر الرباط وصفرو، التي سيتم فيها تزكية محمد أزلماط القادم من "البام"، والناظور التي سيترشح فيها محمد أبرشان، القادم من الاتحاد الاشتراكي، والرشيدية التي يحظى فيها لحسن الحسناوي بتزكية الحزب، وخنيفرة التي تم فيها تزكية محمد أيت يشو، والخميسات التي تأكد فيها ترشيح محمد لحموش، المطرود من حزب الأصالة والمعاصرة، وميدلت التي سيترشح فيها الوالي السابق لكلميم علي كبيري، بالإضافة إلى دوائر أخرى فضل العنصر تأجيل البت فيها، بسبب قوة الصراعات حول من سينال التزكية، نظير طنجة والرباط وبني ملال·
إلى ذلك، طالبت العديد من الوجوه "التاريخية" لحزب الحركة، المحجوبي أحرضان بالتدخل العاجل، لإيقاف النزيف الذي تعيشه الحركة الشعبية، بيد أن الأخير فضل الابتعاد عن الخوض في هذا الصراع الانتخابي، داعيا الغاضبين إلى الالتحاق ب"التكتل الديمقراطي الحركي" الذي يقوده عبدالصمد عرشان وشاكر أشهبار ونجيب الوزاني·
عبدالله الكوزي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق