غدا أنهار من الدم ستخطلط مع برك مياه الأمطار ، غدا أمعاء ورؤوس مقطوعة تجر فوق الأرصفة وبين الأزقة ، غدا أطفال يلعبون ورجال يباركون . غدا عيد الأضحى المبارك لكن غدا سيتحول هذا اليوم إلى يوم لقتل البيئة ، فالله سبحانه أمرنا بذبح أضحية العيد حيث قال " فصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ " لكنه مع ذلك أمرنا بالحفاظ على البيئة ، لكن طبيعة العيد وحلاوته تجعل من البيئة أخر إهتمامات الساكنة صبيحة العيد .
ويبدوا كذلك أن جل المدن المغربية تجعل من صبيحة العيد يوما لقتل للبيئة، ليس لأن طبيعة الشعائرالتي تمارسة في صبيحة العيد لامفر منها ، بل لأن طبيعة وسلوكيات بعض المواطنين وعقلية الجهات المعنية تجعله كذلك ، والكل يعلم أن يوم العيد هو يوم عطلة للكل، موظفين وتجار وأستاذة، وأيضا عمال النظافة ،باستثناء بعض المدن المغربية القليلة والتي يتحرك فيها " مهندسوا أسطول النظافة " في وقت متأخر من يوم العيد لجمع ما تبقى من مخلفاته.
ومن بين الحلول المقترحة ، والتي شاهدتها في أحد البرامج المتلفزة ، وهذا الحل مآخوذ من دول الغرب التي منحتنا درسا هاما يجب الإقتداء به يوم العيد، فرغم الإختلاف العقائدي إلا أن المسؤولين هناك نجحوا في تجسيد طريقة " الذبح الإسلامي النظيف " بحيث تتم عملية الذبح بشكل منظم وجماعي في أماكن خاصة بالذبح يمكن تنصبيها في كل حي وزنقة، ويجب على كل مواطن أن يتقيد بهذه الطريقة وأن يبتعد قدر الإمكان عن الذبح بالمنزل ، وسيقول البعض أن هذه الطريقة ستجرنا إلى مصادمات ومناقشات دينية ، لكن دعوني أخبركم أن بعض البحوث العلمية أكدت بأن الدم الذي يتدفق بين ( قوادس ) المنازل يوم العيد وما أكثره يتسبب مع مرور السنوات في آختناق البالوعات ، فالدم كما تعرفون يتجمد بعد ثوان من تعرضه للهواء ، ولعل الكمية الكبيرة التي تسيل يوم العيد كفيلة بإحداث أضرار جسيمة بالقنوات المخصصة للصرف الصحي ، لدى فالحل هو الذبح في أماكن مخصصة سلفا لآستيعاب كمية الدماء الهائلة التي تنتج عن عملية الذبح ، فالمناطق الصناعية مثلا تكون معدة خصيصا لأمتصاص المخلفات الصلبة كذلك بالنسبة لأماكن الذبح القادرة على استيعاب كميات كبيرة من الدم والمخلفات المصاحبة لذلك عكس المنازل التي تكون ( قوادسها على قد الحال ).
لكن ( لم كاتعاود زابورك أدوود ) فبالرغم أن هدفنا هو تجسيد وآستحضار طريقة الذبح الإسلامية النظيفة ، إلا أن الأهم من كل هذا هو الوعي الشعبي بهذه الأمور ، فالساكنة هي المسؤؤولة الأولى والأخيرة عن نظافة الأحيان والمحيط الذي تقطن به . ونختم بالمقولة الشعبية : " نهيه نهيه ولا عمى ...... " الرضى ..
يوسف المتمرد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق